“اسبانيا ومصر يشاركان جابارون في “حياة من أجل حلم
بيان صحفي
البهنسا – 14 نوفمبر 2022
“حياة من أجل حلم”..عمل فني جداري جديد للفنان الإسباني ” جابارون” بداخل موقع البعثة الأثرية الإسبانية العاملة في منطقة أثار البهنسا بمحافظة المنيا “أوكسيرينخوس”
اختتم الفنان الإسباني الدورة السادسة من مشروعه الإبداعي الفني لنطاق” (Ámbito ) داخل موقع البعثة الأثرية الإسبانية العاملة في منطقة أثار البهنسا بمحافظة المنيا “أوكسيرينخوس”
في هذا اليوم ، قام الفنان الإسباني كريستوبال جابارون (من مواليد عام 1945 ببلدة مولة الإسبانية التابعة لمنطقة مرسية) برسم عمل فني على الهواء مباشرة لمدة ثلاث ساعات و خمسة و أربعين دقيقة ، كنوع من التحية والإشادة بمجالات علوم الآثار والأنثروبولوجيا باعتبارهما تخصصين لا غنى عنهما في الدفاع عن التراث التاريخي – الفني وحمايته. من خلال إبداعه الفني خلال تلك الساعات ، قدم لنا الفنان مشروعه الفني “نطاق” ، الذي يجمع بين الإبداعات الفنية حول التنوع البيولوجي وكذلك قيم التراث.
يسلط مشروعه الفني الضوء على الهوية والقيم الثقافية لبقعة معين محددة من هذا العالم، و في هذه المناسبة هي الجبانة العليا المقبرة بمنطقة أثار البهنسا التي تقع على بعد 190 كم جنوب القاهرة.
بدأ هذا العمل الفني التصويري إنطلاقا من العرض التقديمي الذي قامت به المديرات المشاركات للبعثة الأثرية الإسبانية العاملة بمنطقة آثار البهنسا بمحافظة المنيا “أوكسيرينخوس” و هن د/ إستر بونس ، أمينة و مديرة قسم الآثار المصرية و الشرق الأدنى في المتحف الأثري الوطني بمدريد ، و د/ مايتي ماسكورت ، باحثة في معهد دراسات الشرق الأدنى القديم بجامعة برشلونة ، ومن أبرز ما ورد في التقديم: “لقد مرت فترة 30 عاما منذ أن بدأت جامعة برشلونة أعمال التنقيب و البحث العلمي في هذا الموقع الأثري ، وهو واحد من أكبر المواقع الأثرية في مصر، حيث يشتمل على مجموعة أثرية تنتمي إلى نطاق زمني ممتد: منذ العصر الصاوي و حتى الحقبة المسيحية البيزنطية ، بما في ذلك العصر الفارسي و اليوناني الروماني ، أي منذ عام 664 قبل الميلاد وحتى القرن السابع الميلادي “
بعد ذلك، قام د/حسن عامر ، أستاذ بجامعة القاهرة والمشرف على هذه الدورة ، بدعوة الفرقة الموسيقية لعزف النشيد الوطني المصري ، وذلك في حضور عدد من ممثلي السلطات الثقافية العليا بمنطقة المنيا ، مثل السيد/جمال الفقير ، مدير عام آثار منطقة مغاغة ، و السيد/سلامة زهران ، مدير قسم الآثار الإسلامية بمنطقة آثار البهنسا ، و كذلك العديد من مفتشي الآثار و ممثلي الشرطة.
قام بعد ذلك أفراد الفرقة الموسيقية المنتمين لمناطق وقرى البهنسا و صندفا و منشأة اليوسفي (المفكر و المطرب الشيخ/رجب البهنساوي ، أحمد محمد (الكمان) ، أحمد سيف (الناي) ، رمضان حسن (الدف) ، أحمد رشيدي (الطبل)) بعزف قطع موسيقية محلية متعددة نابعة من هذه المنطقة من النيل بألحان معاصرة مرتجلة تثير الحوار الداخلي بين الفنان الإسباني جابارون والموقع الأثري نفسه.
بدأ د/فرانسيسكو سانشيز ميدرانو (خبير في إنقاذ التراث و الاستدامة و عميد كلية الهندسة المعمارية بجامعة سان أنتونيو الكاثوليكية بمنطقة مرسية بإسبانيا ) حديثه بالتأمل في القدرة على الاستجابة للتحديات المحيطة ، مستوعبا و موضحا البعد المزدوج بين الطبيعة والتراث، وقد تحدث في ذلك السياق منتهزا فرصة قيام قمة المناخ COP27 تحت رعاية الأمم المتحدة بمدينة شرم الشيخ بمصر.
قالت الرسامة و الناقدة بجريدة الأهرام السيدة/أماني زهران التي سافرت من القاهرة خصيصا من أجل حضور هذه المناسبة : “إنني منبهرة بهذا العمل الفني الأصلي الرائع الذي يسعى للدمج بين تخصصات فنية مختلفة ، بترويج من الفنان الإسباني المتميز كريستوبال جابارون الذي يشيد بأهمية ثقافتنا و يسلط الضوء على العمل الهام الذي تقوم به البعثات الأثرية الأجنبية في بلادنا “.
بالإضافة إلى ذلك ، كان يتوسط الحضور السيد/كانديدو كريس ، المستشار الثقافي لسفارة إسبانيا في القاهرة ، وكذلك عدد من الباحثين العاملين في البعثة الأثرية الإسبانية : السيدة/بيبيانا أجوستي ، خبيرة في علم الأنثروبولوجيا و الآثار ، و السيد/ بيرنات برجايا ، متخصص في علم الآثار ، و السيدة/ بيلار بايالتا ، خبيرة وعالمة آثار ، و السيد/إبراهيم عامر ، عالم آثار ، و السيد/خوسيه خابيير مارتينث جارثيا ، عالم آثار بجامعة مرسية و متخصص في مجالات الحقبة المسيحية المبكرة.
“حياة من أجل حلم”
يقول الفنان الإسباني كريستوبال جابارون على حد تعبيره : “يعكس هذا العمل رؤيتي الخاصة للموت باعتباره عملية انتقالية مبهمة ، قام السكان القدامى لتلك الحضارة بتكريس حياتهم في سبيله من خلال طريق الحياة ، أي أن المصريين القدماء كانوا يسعون للوصول إلى الخلود و قد كانوا يحضرون له طيلة حياتهم. إن هذا العمل الفني يعتبر عمل توافقي يدعمني في تقديم الثقافة الحالية و كذلك الأثرية إنطلاقا من إكتشافات منطقة آثار البهنسا ، و التي استند إليها في بعض أفكاري الإفتراضية و بعض الأمور التي أفسرها في ذهني ، يمكننا القول بطريقة سحرية. يعتبر هذا العمل بمثابة توازن في عالم ما أو يمكننا القول “مساحة لليد” على الجانب الأيسر الذي هو في نفس الوقت بمثابة بداية هذا الطريق ممثل بسمكة “أوكسيرينخوس” – و هو نفس الإسم الذي يطلق على البعثة الأثرية الإسبانية العاملة في منطقة آثار البهنسا – و التي معها نمشي هذا الطريق من أجل الوصول لحلم الخلود بعد الموت. إن هيكل العمل الفني المقدم هو عبارة عن حرف اتش “H” مع عناصر حجمية بوضع رأسي على الجانبين ، و عنصر أفقي في المنتصف مكون من مركب تبحر في العالم الآخر نحو “الجنة” المتمثلة في تلك الكتلة المستديرة من ناحية اليمين ، كل ذلك بدوره نجده ممثل بسماء مثالية و رائعة ممتلئة بالنجوم ، مثل المقبرة رقم 1 التي تنتمي للعصر الصاوي”.
وصولا إلى هذه الدورة السادسة من المشروع الفني “نطاق” ، يتم استكمال هذه ” الجولة حول العالم” من منظور أنثروبولوجي و ثقافي ، و ذلك بعد بدء الرحلة في فبراير في إسبانيا ، حيث أقيم المشروع بعد ذلك في عدة دول مثل الهند و ألمانيا و الولايات المتحدة و مالطا. بالإضافة إلى ذلك ، من المخطط أن يقام مشروع “نطاق” عام 2023 في مزيد من الدول مثل نيبال وأستراليا وتشيلي وكندا ، من بين أماكن أخرى. تكمن الفكرة في أن يمتد هذا المشروع لمدة ثلاثة أعوام على أن تتم إقامته في عدة مواقع جغرافية في القارات الخمس تحظى باهتمام خاص من قبل الفنان الإسباني جابارون.
لمزيد من المعلومات
www.gabarron.org/Ambit
E-mail: [email protected]